Tuesday, April 24, 2012
حمار الوحش الحكواتي
ترجمة: فتح كساب
كان يا ما كان قط سيامي
يدّعي أنه أسد ويتحدث لغة الحُمِر الوحشية بطريقة غير لائقة. تلك اللغة التي يصهل
بها نوع من الخيل المخططة في إفريقيا.
وإليك هذا المشهد: يمشي
في الغابة حمار وحشي بريء. يقترب من اتجاه آخر قط صغير. يلتقيان.
يبادر القط قائلا بلغة
حمار وحش طليقة "مرحبا، إنه يوم جميل بكل تأكيد، أليس كذلك؟ فالشمس مُشرقة
والطيور تُغني، أليس العالم جميلا لنعيش فيه هذا اليوم؟
يُصدمُ الحمار الوحشي عند
سماع القط السيامي يتحدث مثل حمار وحشي، مما يجعله مناسبا للربط. يُسرع القط
الصغير بربطه وقتله، ويجرُّ أفضل أجزاء الجثة إلى عرينه. قام القط بهذا العمل
بنجاح لعدة أشهر مُتغذيا اللحم على الطري كل ليلة. وصنع من أفضل أجزاء الجلد ربطات
عنق وأحزمة مثل ثياب أمراء القطط السيامية القدماء.
بدأ القط يتبجح أمام
أصدقائه بالقول أنه أسد والدليل على ذلك أنه يصيد الحُمُرَ الوحشية. أما أنوف
الحمر الوحشية الحساسة فلم تَشتَم رائحة أسود في الجوار. لكن الوفيات المُفاجِئة
بينها جعلها تتجنب المرور في المنطقة. ولأنها تؤمن بالخرافات فقد أجمعت على أن
الغابة مسكونة بشبح أسد.
وفي أحد الأيام، وبينما
كان الحمار الوحشي الحكواتي يتمشى قفزت إلى ذهنه حبكات لقصص ليُمتِع بها الحُمر
الوحشية. وفجأة لمعت عيناه وقال: " وجدتها! سأحكي لهم قصة عن قط سيامي يتكلم
لغتنا! يا لها من فكرة! ستجعلهم يضحكون.
في تلك اللحظة ظهر القط
السيامي أمامه وقال " مرحبا إنه يوم جميل أليس كذلك؟
لم يُأخذ الحمار الوحشي
بالمفاجأة لأنه كان يفكر بهذا الأمر عينه في تلك اللحظة، ولذا لم يكن من الممكن
ربطه.
تفحَّص القطَ جيدا. لم
يعرف السبب ولكن كان هناك شيء في نظرات القط لم يُعجبه فرفسه بحافره فقتله.
هذه وظيفة الحكواتي.
سبنسر هولست 1926-2001
كاتب وحكواتي أمريكي.
نشر العديد من المجموعات القصصية والكتب المترجمة. كان يشتهر بأسلوبه الأخاذ في
حكاية القصص على المسرح وخاصة في مدينة نيويورك بلسان عذب ومقفّى. كما أقام العديد
من المعارض للوحاته المرسومة بالألوان المائية. بعض هذه اللوحات كانت تجسيدا لقصص
قصيرة كتبها وكان يُرفق الصرة بالنص
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment