Friday, August 3, 2012

The Woman and the Mud Toy



A folk tale

Translated by: Fateh Kassab
It is said that a young woman from the era of the harem was complaining about the intransigence of her husband and her servitude. She did not dare to refuse his orders and prohibitions and could not stand against him. Therefore she got depressed.

One day, an old woman passed by and saw that the young woman was very sad. The old woman asked about what happened to cause all that sadness. The young woman told her all about her husband. The old woman sympathized with her and advised her saying:
"You must make a toy of mud, and hide it in a safe place. Whenever your husband humiliates you, talk to it, cry at it and even curse it as if it were your husband." 

Weeks and months passed, and the husband kept on in his evil and rough actions with his wife. The poor woman took the advice literally and found great comfort in that.

One day while she was cleaning and sweeping the room, the mud toy fell from her hand and was broken. She saw worms come out of the toy. She was confused and could not explain what she saw. When she saw the old woman again, she asked her about it.
 She, happily, said to her:
"You are very lucky my daughter! If you had not broken the toy, your heart would have been broken by anguish and sorrow. Those worms were your worries and sorrows that you told to the toy. "




Tuesday, July 24, 2012

The kack Story



A folk tale from Palestine
    Translated by: Fateh Kassab
  long time ago, a farmer named Darwish  lived in a village in Palestine. He was a poor fool man that he used to steal the feathers of the hens and left their flesh. His wife, Fahima , was very clever. But she could not control her husband's fool acts. One day she found no money to buy her house needs because no one agreed to give Darwish a job because he was idiot. So Fahima said to him:
"Take the cow, it is the only thing we have now. Go to the city and sell it in the market. Try to sell for ten or twenty liras."
Fahima gave him some bread, pulled the cow and handed it over to him and said:
"Go to the city, sell the cow and go back before the sunset."
Darwish pulled the cow and took his way to the city. On the way to the market, he felt tired and sat under a tree. He tied the cow to the tree. He opened his food package and started eating.  Suddenly Darwish heard a sound of a raven. Because of his foolishness he talked to the raven. He said to it:
"What's up Guga (raven) do you want to buy the cow?"
The raven said:
" kack… kack .... kack "
he added:
"Ok. Pay me twenty liras."
The raven said
" kack… kack .... kack "
Then he asked :
"Where is the money? Under the tree?!"
The raven said
" kack… kack .... kack "
Darwish dug under the tree. He found a large jar full of gold and Ottoman Liras. He counted twenty liras, returned the rest to the jar and buried the jar again. He looked up and said:
"God bless you and the cow. I took twenty liras and returned the rest to the jar."
The raven said:
" kack… kack .... kack "
He said good bye to the raven and returned home. His wife Fahimawas surprised because her husband returned quickly. She said to him:
"You returned very quickly, where is the cow?"
He replied:
I sold it to Guga(raven) for twenty liras."
When she saw the money, she became like the mad. She grabbed him from his shoulders and did not leave him till he told her what happened with him in details.
She ran to the tree. When she arrived she found that the cow was still tied to the tree. She dug the ground and extracted the jar. She concealed the gold in her clothes, pulled the cow and returned home.
 When Darwish saw her he started screaming ,slapped his face and said:
"God will punish you; you stole the Guga's cow"
Fahima was afraid that he might tell the Governor. She made dumpling and climbed up the roof of the house. She dropped the dumpling over his head.
 He was very happy and said:
"Oh God it is raining dumpling"
One day,  Darwish had a fight with his wife. He said
"I will go to the governor and tell him you stole the cow of the Guga and took her money."
Fahima did not pay attention to what he said.
He went to the Governor and told him the story. Fahima was summoned to the Turkish ruler .He asked her about the cow and the jar of gold. She said to him:
"Sir Governor. My husband is crazy and fool. He imagines things. Ask him when this happened"
Darwish said
"When it rained dumpling."
The governor laughed and said to Fahima:
"May God help you. Take your husband and go home."
Then Fahima collected her things and deported from Berbera to Beersheba.

Friday, June 15, 2012

الأردن والربيع العربي



بقلم : فتح عبدالفتاح كساب

منذ عامين مضت والعالم العربي يعيش حالة من التوتر تم تسميتها بالثورات. لكن التحليل المتأني لما جرى لا يقود إلى هذه النتيجة. فما جرى في تونس ومصر واليمن كان عبارة عن انتفاضات أدت إلى الإطاحة برأس النظام الحاكم بفعل الضغط الشعبي كما حصل في تونس ومصر أو بالتفاوض كما جرى في اليمن.أما في ليبيا فقد كانت الحال مختلفة حيث استقوى جانب من أطراف الصراع الليبي بالناتو وأزاحوا رأس النظام وبعض رموزه وتُركت البلاد – بعد تأمين حقول النفط والغاز – نهبا لقطّاع الطرق والحركات الإسلامية التي لم يكن بحوزتها أي برنامج سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي لإدارة الدولة ما بعد سقوط النظام. ثم انتهى الأمر بتحولها إلى مجموعة من العصابات المسلحة الساعية للانفصال أو السيطرة ما أمكن على مقدرات الدولة لإنشاء إمارات وهمية على الأرض، وهي عمليا بنفس هشاشتها في رؤوس أصحابها.
أما الحالة البحرينية فهي حالة مختلفة قليلاً لأنها حالة مطلبية عادلة تم حرفها إلى المربع الطائفي لإفراغها من محتواها الاجتماعي.
وعند التدقيق في الحالة السورية نجد أن مطالب الجماهير التي خرجت في البداية كانت تحمل مطالب عادلة بالتغيير والديمقراطية والحريات والحقوق المُغتصبة طويلا من نظام لا يعرف التهاون في مصالحه الأنانية. لكن دخول المصالح الدولية والإقليمية على خط هذه الجماهير أفقدها بوصلتها وخلط حابلها بنابلها ما قاد إلى انقسام في الشارع العربي، ليس حول شرعية النظام أو شرعية مطالب الناس، ولكن حول الطريقة التي أدار بها النظام والأطراف الإقليمية والدولية هذه الأزمة. ومما يُلفت النظر أن الوصول لحل لهذه الأزمة لم يعد مرتبطا بما يجري على الأرض، ولكنه مرتبط بتوافقات الأطرف الخارجية بكل مكوناتها.
أستطيع القول أنه من السذاجة القول بوجود ثورات على الأرض العربية؛ لأن الثورة بكل بساطة عبارة عن إزالة بالكامل لكل الإرث السياسي والثقافي السابق وإحلال شكل سياسي ثقافي سياسي مُتفق عليه من أطراف الثورة لتغيير الحالة التي كانت قائمة بحالة أفضل من جميع الجوانب. ومن وجهة النظر الشخصية يمكن وصف ما يجري بأنه "انتفاضات" شعبية بكل تأكيد لن تقود إلى مخرجات ثورة حقيقية، على الأقل في المدى المنظور.
أما الحالة الأردنية فهي بكل تأكيد مختلفة تماما عما تم وصفه من حالات انتفاضة في المحيط العربي. حيث دأب الجميع على تسمية ما يجري في الأردن بأنه حراك جماهيري مطالِب بالإصلاح. لكن ما يجري في الأردن – حسب ظني – هو حالة من "التململ" الشديد نتيجة لحالة الفساد التي تسود الأردن بدأً بالسياسي مرورا بالاقتصادي وانتهاءً بالاجتماعي.
فالحراك عبارة عن حالة جماهيرية لا نخبوية ذات شقين:
الأول فكري ثقافي ناتج عن قراءة متعمقة متأنية يقوم بها مجموعة من المفكرين والمنظرين تخرج بنتائج ويتم طرحها علناً بغية الوصول إلى حالة من الضغط الجماهيري عن طريق ممارسة كافة أعمال الاحتجاج السلمي لتحقيق مطالب عادلة، ينتج عنها صياغة جديدة لعقد اجتماعي بين الجماهير والنظام الحاكم يضمن حدود جميع الأطراف وفصل حقيقي للسلطات ينتج عنه تداول حقيقي للسلطة – ديمقراطية مؤسسات وليس ديمقراطية صناديق فقط.
الشق الثاني يتمثل بقيام مؤسسات المجتمع المدني بإسناد لتلك الأفكار على الأرض وذلك بالاحتجاجات السلمية التي تتمثل بالإضرابات والاعتصامات أو المسيرات، وقد تنتهي بعصيان مدني في حال عدم استجابة النظام لتلك المطالب. أما قيادة الجماهير فيجب أن تكون من الجماهير ذاتها؛ مُدرِكة لحالة الاحتقان والمشاكل التي أدت إليها، ولديها برنامجها الواضح سواء لقيادة عمليات الاحتجاج أو لما بعد تحقق بعض أو كل مطالب الجماهير.
والسؤال المطروح هنا : هل هذه المتطلبات التي ذُكِرت موجودة على أرض الواقع في الأردن؟
الإجابة، من وجهة نظري، لا. لأن جميع ما يُسمى أطراف "بالحراك" ليس لها برنامج عمل واضح لما يجري ولا للمستقبل وليس لها أي قاعدة نظرية تنطلق منها. وهذا ينطبق على جميع أطراف "الحراك" سواء كانت حزبية أو غير حزبية.
واللافت للنظر أن الحراكات عادة ما تقوم بتطوير العمل الجماهيري وتنقله نقلات نوعية إلى الأمام، لكن ما يجري في الأردن على العكس تماما من ذلك. فقيادات هذه الحراكات هي من بعض رموز النظام، أو من المقربين منه. أو من بعض الفئات الحزبية الانتهازية التي لا تُبادر عادة ولكنها تقتنص الفرص للانقضاض عندما تلوح في الأفق بعض المكاسب ولو كانت هزيلة؛ لأنها اعتادت على تلقف ما يسقط من فُتات النظام. الملاحظة الأخرى هي ظهور ما يُسمى "بالحراكات العشائرية". وهذا أمر مثير للسخرية، لأن البنية العشائرية ستكون ثاني المتضررين من أي تغيير حقيقي في بنية الدولة بعد النظام. فالتغيير الحقيقي يعني بناء دولة مدنية ذات مؤسسات حقيقية تؤمِّن الحريات والديمقراطية والمؤسسية وتكافؤ الفرص للجميع؛ وهذا مناقض تماما لمفهوم العشائرية باعتبارها بنية اجتماعية من مرحلة ما قبل الدولة، لها مصالحها الأنانية المرتبطة بفئة محددة من البشر.
وهذا يقود إلى حالة من التشتت في أوساط الفئات الشابة التي تتصدر المشهد. وبرأيي، فإن هذا التشتيت أمر مقصود سواء من النظام – للمحافظة على كل امتيازاته- وكذلك من طرف من يسمون أنفسهم أطراف المعارضة وذلك لتحصيل مكتسبات لا تمت لمطالب الجماهير بصلة. كل ذلك لا يعود بالفائدة إلا على طرف واحد هو النظام بكل مكوناته السياسية ولاجتماعية والاقتصادية. والشق السياسي يشمل الهياكل الحزبية بكافة أطيافها لأن التطور يعني ظهور بنى حزبية حقيقية تعمل على تفعيل ما تطمح إليه الجماهير المتضررة من سياسات النظام.
ولا أعتبر أن هذه القراءة متشائمة أو أن الهدف منها تثبيطي، بقدر ما هو قراءة متأنية موضوعية لما يجري في المحيط ومحليا. وحتى لا تبقى هذه مجرد قراءة أو توصيف لمشكلة تخلو من أي طروحات لإيجاد حلول، فإنني أرى أنه يجدر "بالحراك" التحرك إلى ما يلي:
1-   محاولة الوصول في المحصلة النهائية إلى ما يُسمى دولة القانون والمؤسسات الحقيقية. مؤسسات دولة لا تتأثر بتغير الأشخاص بل تبقى موجودة وقادرة على إدارة العمل وتقديم الخدمة للناس حتى في حالات التوتر السياسي والأزمات. ويجب أن تتمتع هذه المؤسسات بوجود إدارات من النوع الذي يخطط للحاضر والمستقبل، ولا يعمل بردات الفعل للأحداث تنتهي أغلبها بالفشل نتيجة لعدم وجود برنامج للتعامل مع أي طارئ أو جديد.
2-   يسبق هذه المرحلة العمل على تطوير القوانين والتشريعات الناظمة لشؤون الدولة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقضائية تضمن إيجاد مؤسسات حقيقية تستطيع أن تقود الدولة نحو التطور بعيداً عن التخبط الناتج عن بعض القوانين الهزيلة أو المُعَطَّلة والتي قادت بكل تأكيد إلى الفساد المستشري في كافة أركان الدولة.
3-   تقوم هيئة تأسيسية مُنتخَبة بانتخاب مجموعة من الأشخاص بحكم وجودهم الاعتباري الإيجابي في المجتمع ومجموعة أخرى من المُمثِلين لمؤسسات المجتمع المدني للقيام بصياغة دستور مبني على أساس المُواطَنة يتساوى فيه الجميع وتُتاح الفرصة فيه للجميع للعيش بكرامة وحرية. والدور الذي ستقوم به مؤسسات المجتمع المدني يتمثل بالعمل على إبراز حقوق المواطنين الدستورية، وذلك لحثهم على المطالبة بماهو حق لهم، لأن النظام ومن يرتبط به كان دائم التركيز على واجبات المواطن بعيدا عن حقوقه المكفولة له في دستوره وكافة المواثيق الدولية.
أما التخطيط للوصول إلى ما ذُكِر، فمن وجهة نظري يحتاج إلى ما يلي:
1-   قيام المجموعات ذات القدرة على الحركة وخاصة الشباب بالاجتماع كلٌ في مدينته أو قريته أو محافظته، لصياغة برنامج تحرك ومن ثم الدعوة لاجتماع عام يتم فيه مناقشة هذا البرنامج؛ والذي يُفضّل أن يكون مُصاغاً صياغة واضحة لا تكون عُرضة للتأويل مستقبلا، وذو أهداف واقعية قابل للتحقق والبعد عن الشعارات ما أمكن.
2-   تشكيل مجموعة اتصال من كل محافظة هدفها التواصل مع الجهات النشطة في المحافظات الأخرى للاتفاق على برنامج عمل موحد في الأردن يُنسق المطالب والاحتجاجات، حتى تكون موحدة ذات جدوى ولا تقع في مطب التشتت الذي لا يقود إلى أي عمل إيجابي. ويتم ذلك بانتخاب مجموعة قيادية تتولى شؤون التنسيق والقيادة ضمن برنامج عملي وفكري واضح لا يسمح بالالتفاف على مطالب الناس المشروعة.
3-   تُصدر هذه القيادة الجديدة وبعد التشاور مع القواعد الجماهيرية – مهما بلغ حجمها الحقيقي – نشرة أو بيان مطول يتضمن رؤيتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي ستتحرك ضمنها، وتكون ذات برنامج واضح يساعد على قيادة حراك حقيقي، وكذلك التعامل مع ما يستجد سلبا أو إيجابا. ويجب أن يتضمن البيان أو النشرة كذلك تحديدا للموقف من كل من النظام والأحزاب "والحراكات" وكافة مؤسسات المجتمع المدني الآن وما يجب أن تكون عليه الحال مستقبلا.
  ويجب التنبه إلى ما يلي:
وجود حالات اختراق أمني أو مصلحي تؤثِّر على سير العمل إن تم إيجاد مثل هذا الجسم الجماهيري الناشط. فهو إن وُجِد فسوف يتعرض للمقاومة الشديدة من عدة أطراف وهي :
أ‌-     النظام: وتنبع مقاومة النظام لأي مشروع تجديدي من كونه سيكون مُجبرا على التنازل عن بعض صلاحياته وامتيازاته التي عَمِل على ترسيخها طوال عقود مضت، وقد يصل به الأمر إلى القمع الشديد والتنكيل والقتل إن لَزِم الأمر.
ب‌-  المؤسسات الاقتصادية المُلتفة حول النظام والمستفيدة من وجوده محليا. لأن هذه الجهات ستكون عُرضة للمساءلة إن تم التغيير للأفضل، وهي بالتالي ستكون أول الداعمين للنظام والمقاومين لأي تطوير قد يقود إليه أي حراك حقيقي.
ت‌-  المؤسسات الاجتماعية المتمثلة بالبنية العشائرية والتي ستتضرر فعليا في حال وجود دولة قانون ومؤسسات وتكافؤ فرص. وهي بنية ذات قِوى كامنة قد تكون أشد في ردات فعلها من الفئة الاقتصادية؛ وذلك لأنها ستفقد نقاط قوتها الجماهيرية والجغرافية التي تُعول عليها في بقاءها. أما رأس المال وانطلاقا من مقولة أنه جبان فسيهرع إلى الهروب مرحليا إن رأى أن التغيير حاصل لا محالة.
ث‌-  الهياكل الحزبية الموجودة على الساحة والتي لا تستطيع أن تتحرك بفعل تحالفاتها السرية والعلنية مع النظام لتضمن بقاءها ولو شكلا.وستكون البنى الحزبية القديمة، بجمودها وعدم تطوير برامجها، أول المتساقطين بفعل الضغط الجماهيري إذا استطاع القادة الحراكيين بيان انتهازيتها ومحاولتها ركوب موجة التغيير.
ج‌-   النقابات المهنية والعمالية: ستقاوم النقابات أي تغيير لسبب بسيط وهو أن هذه المؤسسات تصدت طوال عقود للعمل السياسي وكان ذلك حجة لها لعدم التفرغ تماما لتطوير أعضاءها مهنيا وتحصيل حقوقهم. وكذلك كانت هذه المؤسسات تخلق نجوما ورقية تحت شعار المعارضة، ولكنها لم تحقق الأهداف المهنية التي خُلِقت من أجلها ولم تستطع تقديم إنجازات ولو بسيطة على الصعيد السياسي.
ح‌-   القوى الخارجية: وهي الأخطر وتتمثل في المشروع الصهيوني الغربي. وستكون أقوى الداعمين للنظام وبقاء قوته وسلطته لأنه رأس حربتها لمشروعها هنا. ويكمن جانب الخطورة الآخر في قدرتها على اختراق قوى التغيير كما حصل في مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا، وذلك لحرف الأمور عن مسارها لتضمن الجديد القادم حفاظا على استمرار مشروعها ومصالحها إذا اضطرت للقيام بتغييرات تجميلية تشمل بعض الوجوه مع الحفاظ على بنية النظام الفعلية. والتحالفات الغربية مع بعض الأطراف في المنطقة واضحة لا تحتاج إلى تحليلات وآراء وخاصة مع ما يُسمى "القوى الإسلامية" والأمثلة في تونس ومصر وليبيا باتت واضحة تماما. ونفس المشروع سيتم ترويجه في الأردن في المدى المنظور بحجة عدم وجود جهات ومنظمات مجتمع مدني قوية ومتماسكة ذات برامج تُنافس الإخوان المسلمين.  
الخميس 14/6/2012ِ                                   
                                   

Saturday, June 2, 2012

Jokes


 By: Fateh Kassab

One of the ancient tales says that a tyrant king ruled by iron and fire. He ignored the feelings of the elite and the commoners and oppressed the philosophers and scientists. He was a smart king who predicted the behaviors of people through spies appointed by his advisor, who collected jokes told by people about the King, his entourage, the growing corruption and greed that had no boundaries. Every day the spies came to the advisor early in the morning to tell their master the new jokes.
One day the spies told him that they did not hear any new jokes for a week. The advisor was shocked and hurried to the King to tell him the bad news. The people arrived to the point of explosion and that if they didn't move today they will tomorrow. The king was panicked and ordered the servants to prepare for a no return trip. The advisor didn't understand and asked why? The king answered, it became more useful for him to survive before the hands of the oppressed and the unfortunate reached him. They have nothing left to fear anymore.                

The Chicken Eagle


A folk tale
Translated by:  Fateh Kassab

It is said that an eagle had been living on one of the mountain peaks. The eagle built its nest on top of a tree. The nest contained four eggs. A violent earthquake shook the earth and caused an egg to fall down from the nest. It rolled down to be settled in a henhouse.

 The hens thought that they must protect and take care of this egg. An old hen volunteered to care of the egg until it hatches. One day the egg hatched and a beautiful, little eagle came out.

 The eagle was brought up to be a hen, until he took the idea for granted. One day as he was playing in the hen yard, he saw a group of eagles circling high in the sky. He wished that he could fly high like those eagles. But he was encountered with mocking smiles of chickens, saying to him "You are nothing more than a chicken and will not be able to fly like those eagles." After that the eagle stopped his flight dream, surrendered himself to pain and despair. He died after having lived a long life, like a chicken.


Sunday, May 6, 2012

Ali's Camel


By: Fateh Kassab

Once upon a time lived a feudal Lord who ruled a vast area of  land and enslaved the people who lived there. He had countless possessions; but the dearest among them to his heart was a white camel. The camel was abnormal; it was very big with a huge hump. The camel was like a spoiled child. It attacked the farmers' fields and orchards and ate and destroyed every thing in its way. No one dared to stop it or complain, because complaining meant meeting Ali and that was the last thing the farmers thought of.
A young man once suggested that all the men of the village should go to meet Ali and tell him what his rampaging camel did to their crops. He also asked them to nominate one of them to speak on the behalf of them when they go to Lord Ali. The men agreed and gathered in the middle of the village and moved. On the way they all insisted to nominate the young man who suggested this. He told them to repeat what he says to Ali when they arrive there. They walked to the big house where Ali lived. It was a big house built of red stone. The first floor was for the servants, the second was for Ali and his wife. When they arrived they asked a servant to get them a permission to meet the Lord. After a while they had the permission and entered the hall where Ali was waiting for them. Ali was a huge man with thick eyebrows and big white teeth, as one of the men said later. They stood silent for a while, because of the fear that controlled them. Then Ali suddenly shouted to them" What's the matter? Speak, don't you have tongues?" the men started leaving one by one; but the young man didn't feel that. "Your camel master" said the young man. But no one repeated. He repeated his words again, but he heard nothing. "What's the matter with my camel lad" shouted Ali with a voice like a thunder bullet. The young man looked behind him, he found no one there. He's in a big trouble now. So he quickly said "it is a lone and that's bad for him, and I think if we got him a female he would be happier". 

The Child Woman


By : Ali Taha Alnobani
Translated by : Fateh Kassab
Abu Mejhem entered the tent silently, and then he looked at his wife, Terfah, and said "Get Ala'noud ready".
"What for?" asked Terfah.
"To leave to her husband's house. She was chosen to be (Ghoret Almadda) answered Abu Mejhem.
"But she is still a child; she isn't thirteen yet" said Terfah.
Abu Mejhem stared at her fiercely,… so she stopped and kept silent.
A hot tear flew on her cheek when she saw her little daughter playing with the children in front of the tent.
Mansour was a member of Abu Mejhem's tribe. He killed a man from another tribe, so the tribal court obliged Abu Mejhem's tribe to pay the killed man's tribe a number of goats, camels, and a young bride for the Sheikh of the killed man's tribe. Anoud was that bride.
  Terfah was singing sad lyrics
 "Oh, my poor little child. What did you do, that made you leave your tribe, your father's tent and your little friends."
She was at the same time packing her daughter's clothes in a package. Her tears were flowing on her cheeks. She was watching her child once, and hugging and kissing her clothes another. She hailed Alanoud. When she approached, Terfah seated her on her lap. Her sad singing and crying raised.
Abu Mejhem entered the tent and led the girl by hand and delivered her to her new family.
Anoud didn't understand what was going on. She traveled away from her tribe. After a long day journey, she arrived to her tent in the new tribe. She was shocked to see a tall, broad shouldered man with flocks of hair dangling under his head scarf (koufiah).
Two or three hours later, Anoud became the fourth wife of Sheikh Juai'd. But she was the inferior one, because she was (Ghoret Almadda).
-------------------- 


1-                      (Ghoret Almadda) is a Bedouin term for a woman who is sometimes given upon the demand of the tribe members from which a man is killed, as a part of compensation. When this happens, it is meant to cause more humiliation to the tribe of the killer. The term is especially used to indicate to any woman being abused by her husband.
2-                      The story is based upon real events that used to happen in the past. This may still happen until now, but not in public. 



Wednesday, May 2, 2012

سبع قصص قصيرة جدا


سبع قصص قصيرة جدا
باتريك جوهانسن
ترجمة فتح كساب

الانتظار

غَرَست البذرةَ وانتَظَرت. بعد برهة من الزمن هَطَل المطر، ضرَبَ جلدَها وأصابه بالبرد. ارتعشت من البرد لكنها لم تبرح مكانها. أشرقت الشمس مدفئة التربةَ طاردةً البردَ مِن العِظام. انتَظَرت. اندفعت غيوم مسرعةً فوق رأسها لسبب ما. أطلَّ القمر وتحركت النجوم ثم أشرقت الشمس مجددا.لم تنتظر فحسب، صَلّت وغنّت. قَرَأت القصص القديمة والأساطير والخرافات. في اليوم السابع غَفت تحت السماء الصافية. مشت قليلا عندما لَمَس يعسوب أنفها. دَقَقت في أجنحته الشبيهة بنافذة كاتدرائية، متلونة بألوان قوس قزح عند انكسار ضوء الشمس عليها، ثم عادت إلى نُعاسها بعدما طار اليعسوب.
مطر، شمس، قمر، نجوم؛ تَحَمَلتها كُلها. فَلَقت البذرةُ التربة بفضول أخضر لولبي باحثة عن كل العالم مثل علامة استفهام على لسان قديم. جَلست عليها وانتظرت أكثر؛ أياما أشهرا وعقودا.
مَرَّ صبي وسألها لماذا تَسلّقت إلى قِمَّة الشجرة. فأجابت: "لم أفعل".

أَكلُ كل ما كان

بدأت القصة بمسابقةٍ محلية لتناول النقانق. حَلَّ "لو فيربن" في المرتبة الأولى، وتأهل لمسابقة المقاطعة حيث حَلَّ ثانياً. لكن فُتِقَت مَعِدة الحاصل عل المرتبة الأولى مما مَكَّن "لو" من التأهل للمسابقة الوطنية. وفي الدولية حَلَّ ثالثا وفازت فتاةٌ يابانية رقيقة العود مثل سوط.
لم يَقبل "لو" تلك الكبوة، لذا بدأ برنامج تدريب قاسٍ. أكل كُلَّ النقانق الموجودة في البلدة، وفي المقاطعة وفي النهاية تسبب في أزمة قارِّية لمخزون المُنتجات اللحمية.
تابع تدريبه. التهم شطائر اللحم والحلوى والكعك وأي شيء استطاع حشوه في حنجرته. نما وتضخم متمددا مثل عشبة طفيلية، مثل بالون. كان الأمر سرياليا.
كانت نقطة اللاعودة عندما بدأ بالتهام السيارات. بدأ صغيرا بسيارة "داتسون" مزقها الصدأ. وبحلول نهاية الأسبوع كان يلتهم سيارات "الهمر والليموزين".
  وفي لحظة ما بدأ اندماج نووي في معدته،لكنه لم يلحظ ذلك. وبالمُختصر أصبح ثقباً أسودا – Verban X-1 – والكون يسقط فيه ببطء.

الانقلاب
أطلقوا عليَّ النار عند الفجر بسبب خطاياي، وضعوني في قبر لأحد الفقراء مع حزمة من الأزهار البرية اقتُلِعت من ضفة النهر. ندموا على ذلك وتمنوا لو بقيتُ حياً؛ هكذا أخبروني. أصغيت من بيتي الأسود تحت التراب. ماذا عساي أفعل غير ذلك؟ بحق، ماذا.
عندما انشقت السماء وانقلب العالم، اعتقدت أنها ستكون الورقة الأخيرة، نهاية العالم التي تنبأ بها القديس جون جاءت لتأخذني إلى مثواي الأخير. كانت نهاية العالم ولكن ليست القيامة الثانية للمسيح. لا شيء إلا صواريخ نووية تكنس الأحياء وتُحرر الموتى من روابطهم معنا، مُطلِقةً إيانا على عالم تحوَّل. 
 تنمو في فنائي شجرة تنتحب دماً، وحديقتي التي جززتها بمنجلي الحديدي الأسود مصنوعة من أرواح. هذا عالم جديد غريب الأطوار مُنِحتُه وأنوي الاستمتاع به.
تمنيتُ لو أن زوجتي قُتِلت قبل سقوط القنابل لتتمكن من الاستمتاع بيوتوبيا الشمس السوداء هذه، حيث لا تتنافس نبضات أحد لأنه لا نبض لأي أحد. لكن لاشيء كامل، أليس كذلك، ها؟
أترغب ببعض الشاي؟  
الخُدعة
"أتريدين رؤية خدعة؟"
إضيقَّت عيناها. "من أي نوع".
قال "لاشيء شاهدتِه من قَبل" وتناول جرعة من القنينة. لطَّخ النبيذ الأحمر أسنانه، وأضاف "أَعِدُكِ".
فقالت "حسناً". استندت في الكرسي لحظة وقوفه وقام برقصة إحماء هز فيها كتفه بشكل مُبهَم.
ترك القنينة على الطاولة فأخذتها ولفَّت شفتيها حولها واحتست ما تبقى فيها من نبيذ. كانت تشعر بدوار الثمالة ولم ترغب في إبعاده.
بلا مقدمات ولا صراخ ولا إنذار من أي نوع كان، دبت فيه ألسنة اللهب. احترق بصمت بَلَغَ حد الكمال وهو يحدَّق في روحها بعينيه الرمادية الحادة.
أَوقَعت القنينة. تحطمت، قطع خضراء في كل مكان. أرادت أن تصرخ لكنها لم تستطع. حدَّقت فيه وهو يتلاشى.
كانت هناك كومة من الرماد وبقعة سوداء على الخشب الصلب، وما من دليل على أنه وُجِدَ يوماً.   
 فُتِحَ الباب ودخل. قَفَزت من الكرسي، عانقته وقالت " كيف فعلتها؟"


رقص
على قمة تل عند الغروب رقصا رقصة أخيرة. اشتعلت الغيوم العالية بلونٍ قرمزي وفضي، وغنت له:
"آه هذه مِقصلة وهذه سكين
هذه للموت وهذه للحياة"
أدارها مثل درويش دائراً بها أكثر وأكثر ناظراً إلى شعرها الداكن الذي يلفُّ وجهها مثل بُرقعِ جنازة.

 "فتعال أيها الجلاد أربط أُنشوطتك
فحبيبي هنا ينتظرك"
أنزلها وقبَّل شفتيها القرمزيتين ثم رفعها إلى السماء. ضحكت والسرور بادٍ عليها ولم تستطع تَذكَر آخر مرة شعرت فيها بمثل هذه السعادة.     
"نحن نرقص على التلّ، نحن نتبختر على المرج
نأكل ونشرب ونبتهج حتى آخرِ نَفَسٍ فينا"
انتهت الموسيقى وأطلت أولى النجوم من القبة الشرقية. انحنى نحوها وكلاهما يتصبب عَرَقاً من شعره. كانت ابتسامتها مُبهمة.
قال " حان الوقت، أليس كذلك؟"
فردت " أجل، إنه وقت الاستيقاظ".
استَيقَظ وكان الفراش فارغاٍ وأصبح أرملاً مرة أخرى. لَبِسَ خاتمه وواجه يومه.




حارس حديقة الحيوانات
فُتحت السماء مثل فم وابتلعتني بالكامل. اجتزت حنجرتها- تجويف أسود تفوح منه رائحة الملح- وسَقَطتُ في غرفة واسعة اتساع السماء مغمورة بضوءٍ وردي خافت.
لم أكن وحدي. ليتني كنت! لكن كان هناك ثلاثة آخرين استطعت رؤيتهم، وآخرون لا حصر لهم استطعت الإحساس بهم. فَحَّ الشيء الأقرب إلي ونخر اتجاهي – وأتردد في القول أنه شخص، رغم أنه كذلك. لم أفهم لغته. لكني فهمتها مع ذلك بوساطة تقنيةٍ وضعها المُضيف في الغرفة.
" من أين أنت؟"
 قُلت " من كوكب الأرض".
"حقاً. هل تعرف أنه في لغتي اسم عالمي هو الأرض أيضاً؟"
فَكرتُ ملياً " الشمس الثالثة إذن."
"آه" لوَّح بمجسٍ وظهرت نافذة صغيرة. ظهرت فيها شمس صفراء تتقلص." شمس، أعتقد؟"
  قلت " نعم" وتنهدتُ تنهيدة مختنقة وأنا أشاهد شمسي تتضاءل وفي النهاية تختفي.
قال الشيء " ستعتاد ذلك في النهاية"    


نهاية كل الأشياء
في البداية انقضضنا على الموت بأقراص الدواء وبالإشعاع المُوجَه وبالعوازل المنسوجة في اللحم البشري. وجاءت تاليا الأمواج الضوئية المدموغة التي تضبط العقل- سجل الإنسان- والتي شجبها الكاثوليك والبروتستانت والمسلمون لأنها أضواء ضد الروح.عبادة الأسلاف في "الشنتو" أصبحت واقعاً: تبجيل المكعبات الخشبية اللامعة التي احتوت سجلات كمية عن الأجداد العظماء.     
سرعان ما تركنا كوكب الأرض خلفنا- مسكن مكتظ- وشققنا طريقنا للخروج. قولبنا العوالم على ميولنا ثم دونّا وَعيَنا في السواد الزَبَدي للوقت. وبعد كم كبير- لكنه معلوم- من الدهور، تركنا المجرة خلفنا – مسكن مكتظ- وغامرنا بالذهاب أبعد.
تركنا هويتنا خلفنا واندمجنا في الإلوهية وكتبنا قصائد على أسطح النجوم وغنينا أغانٍ لقلوب السوبرنوفا الحديدية. والآن الكل تشتت. انطفأت النجوم قبل تريليون عام ونقول لنفسنا " قمنا بتجوال جيد"
    

عن الكاتب      
وُلِد باتريك جوهانسن في بلدة صغيرة في كندا في 1/1/1973 . وهو كاتب ٍ ومدرب للجودو ومُبرمج مواقع إلكترونية . نُشِر له كتابات على الإنترنت وفي الصحف . يكتب القصة القصيرة والخيال العلمي وبدأ العمل على كتابة الرواية. فاز بجائزة مانيتوبا للقصة القصيرة عام 2004 . ويعيش الآن في مدينة مانيتوبا مع زوجته.


مقدمة لدراسة الأسطورة



من كتاب : دراسة الأسطورة
للكاتب : جيمس ويغل
ترجمة : فتح كساب



إن أبسط وأكثر الطرق مباشرة لمقاربة الأسطورة هو استقراء موضوعاتها . ويمكن القول – ضمن المفهوم الواسع- أن الأساطير عبارة عن قصص تراثية حول الآلهة والملوك والأبطال . وتتطرق الأساطير في الغالب إلى مسألة خلق العالم وأحيانا دماره المستقبلي .وتروي كذلك كيف خلقت الآلهة البشر وتصور العلاقة بين الآلهة أنفسهم ،وكذلك بين الآلهة والبشر .كما تقدم لنا الأساطير معايير أخلاقية للحياة . وتتعامل الأساطير مع حياة الأبطال كمجسدين لقيم المجتمع العليا .وباختصار فإن الأساطير تتعرض كثيرا لجوانب مهمة من وجود البشر والبشر الخارقين(superhuman).
والأساطير عموما عبارة عن قصـص تمّ تناقلها  لأجيال عديدة ,وحكايات شعبية تجسّد المعرفة الجماعية . وفي الوقت الذي تُصاغ فيه القصص والحكايات على أيدي الشامانات والكهنة والشعراء ,فإن الأسـاطير ترجع إلى فترة ما قبل العلم في حياة البشـر ممثلة لميراثهم الثقافي .وعادة ما تصـوغها المخيلة الشعبية .

ونستمد معرفتنا بالأسطورة من الأعمال الأدبية الكبيرة مثل الملاحم، والشعر الغنائي، والمسرحيات، والقصص الرومانسية، ومن النصوص النثرية الأخرى .
لكن من المهم التفريق بين الأسطورة ,التي هي معتقدات دينية واجتماعية ,والشكل الأدبي المأخوذة منه هذه الأساطير .
والأدب نتاج متأخر للمدنيات ,ويظهر عندما يكون هنالك فراغ زمني كافٍ لتسجيل ونسج هذه الحكايات ,ومعرفة كافية لتذوّق وتقدير قيمةِ مثل هذه المدونات. ولأن التدوين يبدأ في مراحل ثقافية متأخرة ؛ فإن كتابة الأساطير قد تكتمل أثناء انهيار أو تفكك الثقافة . وعندما ينتشر الشـك في مكوّنات الثقافة يصبح  تدوينُ أساطير شعبٍ ما أمراً ملحّاً لحمايتها من الاندثار، وكذلك لتكون لبنةً جاهزة تبني عليها الثقافاتُ الأخرى . ويمكن رؤية الأدب الأسطوري على أنه حافظةٌ للثقافة عند النقطة التي يصبح فيها الإيمان الحسي جزءاً من الفضول التاريخي .
ويبدو أن كل ثقافةٍ تقومُ بخلق أنماطٍ بطولية متميزة سهلة الفهم والاستيعاب . وكذلك فإن أهداف المجتمع تحدِّد نوع البطل الذي تُعظِّمه .ولا يُستثنى من ذلك أي ثقافة .وكذلك فإن الثقافات تعمد إلى إبراز قيمها الموروثة عند شعورها بالتهديد .








الأساطير المصرية

مقدمة:
للديانة المصرية أصول قديمة امتدت لما لا يقل عن 3500 سنة .لقد رأى المصريون قداسة في كل شيء؛ في النهر, في الصحراء, وفي الخصب؛ في الشمس والقمر والنجوم؛ في الملوك؛في الميلاد والموت؛ وأخيراً في الحيوانات .وقد أوجدوا طيفا واسعا ومربكاً من الآلهة .في الحقيقة هناك مئات من الآلهة, بعضها على شكل حيوان وأخرى صُورَت برأس حيوان وجسد إنسان وأخرى على شكل إنسان . إله مثل رع كان له عشرات الأسماء وشكلان أو أكثر في أغلب الأحيان. وكانت الضغوط السياسية أو الكهنوتية تؤدي إلى تنحية إلهٍٍ ما وإحلال آخر محله
إضافة إلى ذلك كانت الديانات المصرية محلية ذات مراكز دينية مختلفة وآلهة ذات رؤى كونية متعددة .لذلك, وبعد تعداد الآلهة المصرية, سوف نتطرق إلى أسطورة الخلق المصرية من وجهة نظر كهنة مدينة هليوبوليس .
بعض الآلهة الرئيسية:
1-    رع:كان إله الشمس العظيم في مدينة هليوبوليس .وهو طفل في الصباح, شاب ظهراً,وعجوزٌ مساءً .كان يطوف العالم السفلي ليلاً ليولَد من جديد عند الفجر .رأسه متوج بقرص الشمس وفوقه تربض الأفعى المقدسة؛ مدمرة أعداء الآلهة .
2-    شو وتيفنوت:أطفال رع . شو إله الهواء الممسك بالسماء . وكان يُصور وعلى رأسه ريشة نعامة . وكانت أخته وزوجته تيفنوت إلهة الندى والمطر تُصور على شكل لبؤة أو امرأة برأس لبؤة .
3-    جب ونوت:أبناء شو وتيفنوت .كان جب إله الأرض ونوت إلهة السماء .وعادة ما كان جب يُصور على هيئة رجل جالس ونوت منحنية فوقه على هيئة امرأة أو بقرة .وقد فصلهما أبوهما "شو".
4-    أُزيريس:الطفل الأول لجب ونوت, إله الطبيعة والخصب وقاضي الأموات في العالم السفلي .كان أول من أدخل الأدوات التي ساهمت في تمدن العالم . لكنه قُتِِل على يد أخيه الحسود"سيت".كان يُصوََََََر على هيئة رجل في لفائف مومياء مُتوَج بتاج القداسة وريشتيََ نعامة .
5-    إيزيس :إبنة جب ونوت وزوجة أُزيريس المُخلصة والساحرة الخيََََرة .كانت تُعبد على نطاق واسع في القِدم .كانت تُصور وعلى أسها عرش .
6-    سيت:أخو أُزيريس الشرير,رمز للشر والعقم.كان يُصوََََََر برأس وحش له ذيل .
7-    نفتيس:أخت وزوجة سيت .لكنها أحبت  أُزيريس وأنجبت منه طفلاً. كانت تضع سلة على رأسها.
8-    حورَس:إبن إيزيس وأُزيريس المُصور برأس الصقر .كان مُكرساً للانتقام لمقتل والده.
9-    أنوبيس:إبن الإله أوزيريس والإلهة نفتيس وكان له رأس على هيئة ابن آوى .كان يُجهز ويحنط الموتى ويرسلهم إلى العالم السفلي.
10-                       تحوت:إله التعلم ,كان نافعاً للآلهة والبشر.وهو نفسه النص المقدس وكان يُصوَر على هيئة رجل برأس طائر أبو منجل .
11-                       حتحور:إلهة المتعة والحب وحامية النساء .كانت تٌمثل على هيئة بقرة .
12-                       آمون:ملك الآلهة وراعي الفراعنة وإله للخصب.له تاج مُدور ملون ،كان يُصور برأس كبش أو إنسان .
13-                       آتون:الإله الأوحد الذي عُبِد زمن الملك إخناتون.كان يُصور بقرص الشمس المُنبعث منه شعاع .
14-                       خِبري: الإله المُصور على هيئة خُنفساء الجُعران المُقدس يدفع قرص الشمس أمامه في السماء .رَمَزَ إلى البعث والحياة السرمدية .
15-                       معات:إلهة الحقيقة والعدل .كانت تُصور  على هيئة امرأة تجلس على عقبيها أو واقفة وتضع ريشة نعامة .
16-                       الفرعون أو ملك مصر:كان الفراعنة يُعبدون في مصر لأنهم من نسل الآلهة .
17-                       وعُبدت آلهة أخرى حيوانية مثل (أبيس) العجل, و(بيتسوش) التمساح, و(بانيب) الكبش,و(بينو)الطائر .كما كان يُنظر بقداسة إلى العديد من الحيوانات مثل القطط والكلاب .

أسطورة الخلق

في البدء يكن من شيء إلا نون محيط الفوضى الأول الذي احتوى بذور كل شيء سيُخلق.من خضم المياه ظهر إله الشمس.وأخيراً وبعد وهن العزيمة خرج من قلب الفوضى على هيئة الإله رع الذي خلق من نفسه الإلهين شو وتيفنوت.أنجب الإله شو (إله الهواء) والإلهة تيفنوت (إلهة الرطوبة) أنجبا الإله جب, إله الأرض ونوت إلهة السماء.ثم خُلق الكون .
خُلق البشر من دموع رع .وعندما مات إيون وهَرم رع, تآمر البشر الجاحدون على الإله رع. وعندما عَلِمَ رع بهذه المؤامرة غَضب كثيراً ودعا إلى اجتماعٍ لمجلس الآلهة .قرر الآلهة أنه يجب تدمير البشر . أرسل الإله رع الإلهة حتحور لمحو الجنس البشري, وقامت حتحور بعملٍ مضنٍ وقتلت عشرات الآلاف منهم, حتى بقي منهم عدد قليل. فرق لهم قلب رع وأبقى على حياتهم , ثم ضَجِر من العالم وانسحب إلى السماء تاركاً شو ليحكم مكانه. وعند هذا الوقت خُلِق العلم الحاضر.
تزوج  الإله جب إله الأرض  ونوت إلهة السماء وكان ذلك ضد رغبة  الإله رع . وفي حمأة غضبه منهما , أمر رع إله الهواء أن يفصلهما عن بعضهما. هزم شو جِب ورفع نوت عالياً وفصلهما إلى الأبد. كانت نوت حامل؛ فعاقبها رع بمنعها من الولادة في أيٍ من أشهر السنة. ولما رأى إله العلم توت معاناتها , قامر مع القمر ليعطي ضوءاً أكثر ؛ فاستطاع إضافة خمسة أيام إلى السنة المصرية التي تكونت من 360 يوماً. في هذه الأيام الخمسة ولَدَت نوت أوزيريس- حورس الكبير-وسيت وإيزيس ونفتيس, على التوالي. أصبح أوزيريس رمزاً للخير وسيت تجسيداً للشر, ومنذ ذلك الوقت كُرٍِس القطبان إلى الأبد.

أسطورة أوزيريس

كان أول أبناء جب ونوت ,كان طويلا ووسيما وممتلئا وله شعر اسود لامع . وعندما تخلى أبوه عن حكم مصر وارتقى إلى السماء . تولى اوزيوريس الحكم بعده وتزوج أخته الجميلة ايزيس .أثناء حكمه الرشيد اقنع المصريين بالتوقف عن أكل لحوم البشر وعلمهم الزراعة ومباهج الموسيقى ووضع لهم قانونا عادلا لتسيير أمورهم .وازدهرت مصر واستقرت تحت حكمه .ثم خرج أوزيريس في رحلة لينشر المدنية في أرجاء العالم وحلت بركاته على أوروبا والشرق الأدنى والشرق عموما .أثناء غيابه حكمت  ايزيس مصر التي استمرت بالازدهار.وكان لأوزيريس أخ بشع وشرير ,شعره احمر خشن مثل فروة الحمار اسمه سيت ,وكان متآمرا حاسدا لقوة وجاذبية أخيه الأكبر .وكان سيت يكره أوزيريس لسبب آخر وهو أن زوجته نفتيس أنجبت طفلا من أوزيريس وهو انوبيس , المصور براس ابن آوى . باستخدام الرشوة والدهاء استطاع سيت تجميع حلفاء له أثناء غياب أوزيريس ووضعوا خطة لقتل الملك . وعندما أعلن عن عودت أوزيريس من رحلته ,أقام سيت مأدبة ودعا إليها أخاه ,وبعد الاحتفال والبهجة واحضر سيت صندوقا جميلا ووضعه أمام الحضور وقال انه سيكون هدية لمن يناسب قياسه . وبعد أن جربه الجميع دخل أوزيريس فيه ,فقرا سيت تعاويذه واغلق الصندوق وصب الرصاص على جوانبه . اختنق أوزيريس ورمي الصندوق في النيل واصبح سيت ملكا لمصر .
وعندما علمت ايزيس بموت زوجها سافرت على طول النيل يغمرها الحزن العميق باحثة عن الصندوق الذي يحوي أوزيريس . وجدت الطفل انوبيس الذي هجرته نفتيس فقامت برعايته وتعليمه . استمرت بالبحث عن أوزيريس تلاحقها خيبات الأمل حتى علمت أن الصندوق وصل إلى فينيقيا حيث أخفته شجرة طرفاء في جذعها.
ذهبت ايزيس إلى فينيقيا حيث وجدت الشجرة في قصر الملك وكانت إحدى الأعمدة لسقف القصر . علت ايزيس سيدات القصر صناعة العطور وتصفيف الشعر , وعندما قابلت الملكة عشتار عملت لديها مربية لابنها الرضيع .وفي الليل قامت بأداء طقوس سحرية لجعل الرضيع مخلدا عن طريق حرق أعضائه الفانية ,لكن عشتار قاطعت العملية مما أدى إلى إبطال التعويذة عندها كشفت ايزيس أنها إلهه وظهرت بكامل جلالها وطلبت الصندوق المخفي في جذع الشجرة العمود . وبمشاعر الخوف المختلطة بالاحترام , لبت عشتار طلبها ثم عادت ايزيس إلى مصر ومعها الصندوق وبمساعدة من نفتيس , عادت اوزيريس للحياة بالسحر وحملت منه طفلا . وضعها سيت في السجن ثم واستطاعت الهرب بمساعدة انوبيس ثم هربت إلى المستنقعات في دلتا النيل وعاشت مثل فلاحة وهناك أنجبت ابنها – حورس الصقر – الذي ولد مكرسا للانتقام لمقتل أبيه
وخوفا من سيت , ربت ايزيس ابنها في عزلة عن الآخرين حيث عضته الوحوش ولدغته العقارب وعانى كربا عظيما في طفولته .واستطاع البقاء بفضل سحر أمه. وغالباً ما كان يظهر أوزيريس لحورس ليعلمه فنون الحرب استعدادا للمعركة المرتقبة مع سيت . وبلغ حورس مبلغ الرجال محاربا شجاعا ووسيما .
في أثناء ذلك علم سيت بوجود حورس وبقدره في الاستيلاء على عرش مصر . كما علم ان ايزيس حازت على الصندوق الذي يحوي رفات اوزيريس ولذلك تسلل ليلا إلى النيل باحثا عن الصندوق وبعد طول بحث وجده وقام بتقطيع جسد اوزيريس إلى أربع عشرة قطعة ورماها في النيل . أصيبت ايزيس بالصدمة بسبب الكارثة العظيمة الثانية التي حلت بزوجها , لكنها وبصبرها المعتاد جمعت ثلاث عشرة قطعة من جسد اوزيريس من النهر . وبفضل علم حورس بالسحر قام بوصل أجزاء جسم والده مع بعضها مرة أخرى . إلا أن أعضاء اوزيريس التناسلية أكلتها الأسماك , فكانت ايزيس ملزمة بعمل نموذج لها . وفي تلك الأثناء كان حورس قد جمع جيشا ليهاجم به سيت .
وأثناء حكم سيت أصيبت مصر بالقحط والجدب وكان العديد من اتباع سيت يتخلون عنه لينضموا إلى حورس . وبد استعادته لجسد والده بدء حورس حملته للانتقام من الملك الرهيب . اشتبك حورس لثلاث أيام بلياليها بالأيدي مع سيت , وهزم سيت .وسلم سيت الأسير المارق لامه ايزيس وتابع ملاحقة وقتل اتباع سيت .
بدا سيت مثيرا للشفقة في قيوده , وباستخدام كل قواه بالإقناع , حيث تحدث عن الغفران , أطلقت ايزيس سراحه . وعندما عاد حورس وعلم بما حصل كان غضبه عظيما لدرجة انه فصل راس أمه عن جسدها , وقام الإله توت باستبدال رأسها براس الإلهة البقرة حتحور وأعادها للحياة . ومعا قام حورس وأمه بمطاردة سيت , وعندما تواجها كان القتال هذه المرة اشد من سابقه . واستطاع سيت أن يقتلع عين حورس , لكن حورس انتزعها منه ونفى سيت إلى البحر الأحمر إلى الأبد . عاد حورس وايزيس إلى المعبد حيث يرقد  جسد اوزيريس . ضم حورس الجسد إليه وأطعمه عينه المقتلعة . ثم عاد اوزيريس إلى الحياة مثل اله حقيقي , ثم صنع حورس سلما ليرتقي به أبوه إلى السماء . وبهذه الطريفة ارتفع اوزيريس إلى السماء وعلى أحد جانبيه ايزيس وعلى الجانب الآخر نفتيس ثم جلست الآلهة لمحاكمته , وبوجود الإله توت للدفاع عنه أُعلن أن ازوريس عاش حياة مليئة بالصدق والنقاء . ومن وقتها جلس اوزيريس على كرسي القضاء وأنيط به محاكمة أرواح الموتى . أقرت الآلهة أن حورس هو الوريث الشرعي وصاحب الحق بعرش مصر وأثناء حكمه أخصبت مصر مرة أخرى وانجب أربعة أبناء انحدر منهم جميع فراعنة مصر تعليق
بالنسبة لبعض التحليلات ترمز الشخصية المحورية في أسطورة اوزيريس إلى السمات المادية لمصر نفسها . ولذلك فان اوزيريس يمثل النيل بفيضانه  السنوي وانحساره . أما ايزيس فهي تمثل الأرض الزراعية الخصبة التي أخصبها النيل . ويمثل سيت المنطقة الصحراوية الجرداء التي تفصل النيل والأرض الخصبة أما نفتيس فتمثل المناطق الهامشية الواقعة بين الصحراء والأرض الزراعية . وقد تكون هذه المقاربة الطبيعية للأسطورة مستمدة من خط هذه الآلهة الممثلة لقوى الطبيعة – الأرض السماء والهواء والماء والشمس
ولذلك فان الملامح الرئيسية للأسطورة هي في غالبيتها أخلاقية تصور الصراع الأبدي بين قوى الخير وقوى الشر . فاوزيريس شجاع مضحي رقيق منسجم مع ذاته ومفيد للجنس البشري , بينما يظهر سيت خوافا مراوغا ممتلئ بالحسد والكراهية عقيم لا يستقر . واوزيريس يقود الإخلاص الخالد , أما سيت فانه ينبذ عندما يتضاءل حظه . تساعد الآلهة عائلة اوزيريس في محنها , بينما ليس لسيت إلا الاعتماد على قةاه الذاتية , وأخيرا , فان الخير يؤدي إلى الإحياء ومكانة مشرفة في العالم الآخر , أما الشر فيؤدي إلى النفي المهين .
وهناك نقطة تستحق الذكر حول آلهة مصر , مثل راع وشو وجب , وهي انهم يعانون من تبدل حظوظهم كما يحدث مع الملوك البشريين . فهم يحكمون مصر لفترة , ثم تبدا قواهم بالوهن , فينسحبون إلى السماء تاركين المملكة لاحد أبنائهم . إضافة إلى انه لاوزيريس جسد فان يموت ويمكن للدارس أن يربط هذا مع الموت والانبعاث  السنوي للنبات , لكنه اكثر إبرازا لفكرة خلود الروح وانبعاثها بعد الموت